لاتظلموني وتظلموا الحسبه | فليس بيني وبينها نسبه |
غيْريَ في البَيْعِ وَالشِّرَادَرِبٌ | وَليس في الحالتيْنِ لي دُرْبَهْ |
فهو أبو حبة ٍ كما ذكروا | لا يَتغاضَى للناسِ في حَبهْ |
وقام في قومهِ لينذرهم | فهْوَ بإِنذارِ قومِهِ أشْبَهْ |
والناسُ كالزَّرْعِ في منابِتِهِ | هذا له تربة ٌ وذا تربه |
تالله لا يَرْضَى فضلي وَلا أدَبي | وَلا طِباعِي في هذهِ السُّبَّهْ |
أجلسُ والناسُ يهرعونِ إلى | فعلي في السوقِ عصبة ً عصبه |
أُوجِعُ زيْداً ضَرْباً وَأُشْبِعُهُ | سَبًّا كَأني مُرَقِّصُ الدُّبَّهْ |
ويُكسبُ الغيظُ مقلتيَّ وحدَّ | يَّ احمرارً كزامرِ القربه |
وآمُرُ الناسَ بالصَّلاحِ ولاَ | أصلحُ نفسي ، حرمتها حسْبَه |
لم أر في قبحِ فعلها حسناً | كالكلبِ في السوقِ يلقح الكلبه |
وما كفاها حتى يخيل لي | أنَّ اتِّبَاعَ أهْوائها قُرْبَهْ |
أ‘وذ بالله أن أكون كمن | تغلبه في الرقاعة ِ الرغبه |
يمشي بها والصغارُ تنشده: | أمِيرُنا زارَنا بِلا رِكْبَهْ |
ومايزال الغلام يتبعه | بِدِرَّة ٍ مثْلَ رَأْسِهِ صُلْبَهْ |
وَهْوَ يقولُ: افْسَحوا المُحْتَسِبِ | قد جاءكم مِنْ دِمَشْقَ في عُلْبَهْ |
لاتنقفلْ يافلانُ في بلدٍ | لم تنقفلْمنك بينهم ضبه |
فمن تباهى بأنه وتدٌ | فليحتمل دق كل مرزبه |
ماباله خايل الزمان بها | كم كان لليل فيك من صبه |
وقائلٍ لم يقل أتاه كذا | يسفه في قولهِ،ولايجبه |
معناه مَنْ لَمْ يكنْ كَوالدِهِ | فَهْوَ لَقِيطٌ رَمَتْ به قَحْبَهْ |
قلتُ لهم عند صاحبي حمقٌ | في كُلِّ حينٍ يُلْقِيهِ في نَكْبَه |
حصَّلَ مالاً جماً وعدَّده | مِنْ أَصْلِ مَالِ الزَّكاة ِ والوَهْبَهْ |
وَصارَ عَدْلاً وعاقِداً وَأَمِينَ الْـ | ـحُكْمِ منْ دون الْعدول في حِقْبَه |
منبهٌ قومه على شغلٍ | وساعدَ الوقْتُ سَعْدَ مَنْ نَبَّه |
وخفتُ من عتبهم عليَّ كما | خافَ العَتاهِي العَتْبَ مِنْ عُتْبَه |
فطار ، برغوثهُ لخفتهِ | ورامَ يحكي الأسودَ في الوثبه |
فلم يرمْ إذ رمته بفطنتهِ | إلى وهودِ الخمولِ من هضبه |
أَغْرَقَهُ جَهْلُهُ وَما سُتِرَتْ | قط له سُرَّة ٌ ولا رُكبَه |
وَعادَ تَمْوِيهُهُ عليه وكَمْ | أخجلَ شيبُ الذقونِ من خضبه |
وراحَ مثل النواتِ في سفنٍ | خيرٌ له من سلافة ٍ عطبه |
وساءني ما جرى عليه من النسـ | ـوة ِ يوم الخميس في التربه |
فلا تسلني فما حضرت لها | لكنْ سمعتُ الصياحَ والندبه |
وقالتِ الناسُ عند ما وردتْ | لعزلهِ الكتبُ هانت الوجبه |
فالحمدُ لله فاحْمِدُوهُ مَعِي | على خلاصي من هذه النسبه |
اليوْمَ حَقَّقْتُ أنَّ أمْرَكَ بالحِسْـ | ـبَة ِ لِي ليسَ كان لِي لُعْبَهْ |
ياماجداً مايزال ينقذُ من | رماه ريبُ الزمانِ في كربه |
إني امرؤٌ حرفتي الحساب فلا | يدخل ريبٌ عليَّ في حسبَه |
ولا تردُّ الكتابُ جائزة ً | على حسابِ مني ولا شطبه |
يَشْرَقُ مني بِرِيقِهِ رَجُلٌ | يَشرَبُ مالَ العُمالِ في شَرْبَه |
وَالشِّعْرُ مِيزَانُهُ أُقَوِّمُه | وليس تَنْقامُ منه لي حَدْبَه |
فإِنني لا أرَى المدِيحَ به | للمال بل للوداد والصحبه |
وَالشِّعْرُ عندي أَخُو العَدَالَة ِ لا أحـ | ـسِبُ أَقْوالَهُ ولا كَسْبَه |
فَلَمْ أَكُنْ أتْبَعُ العَذُولَ إلَى | عَقْدٍ إذا ما دُعاؤُهُ خُطْبَه |
مِنْ كلِّ مَنْ لا يخافُ عاقِبَة ً | كأنه في ذهابِه عُقْبَه |
يذبحه ظلمهُ وينحرهُ الـ | ـجهل بلا شفرة ٍ ولا حربَه |
كَمْ غَيَّة ٍ قدْ أتاكَ بها الشـ | ـاهِدُ في سَلَمٍ وَفي كِذبَه |
يُنِيلُ نيْلَ الفُسوقِ مِنْ فمِهِ | لا باركَ الله فيهِ مِنْ جُعْبَه |
فليسَ لي في الشُّهودِ مِنْ أرَبٍ | إذ وصفو كاليهودِبالأربه |
فارْحَمْ لبيباً يَوْماً دَعاكَ وَقد | بَلَّغَتِ الجوعُ رُوحَهُ اللَّبَّه |
لوْ عُمِّرَ ابنُ المِعمار خَوَّلهُ | نِيابَة َ الخِدْمَتَيْنِ والخُطْبَه |
ولم يدعهُ كلاً على أحدٍ | بِغيْرِ نَفْعٍ كأنُه وَلْبَه |
حاشاك يامن أبوابه وطني | تَخْتَارُ لِي أَنْ أَموتَ في الغُرْبَه |
وَأَنَّ حالِي وَحالَ عائِلتي | لا يَحْمِلونَ النَّوَى ولا الغُرْبَه |
إن كان أرضى الزمان فرقتنا | فاغضَبْ على صَرْفِهِ لنا غَضْبَه |
فأنت من معشرٍ تطيعهم الـ | أيام عن رغبة ٍ ولا رهبه |
مِنْ مَلِيكٍ ما فَوْقَ رُتْبَتِه | على عظيم اتِّضاعِهِ رُتْبَه |
ما ملكُ الرومِ في جلالتهِ | أحقَّ منه بالطيرِ والقبه |
أَنْتَ الأميرُ المُعِيدُ أَلْسُنَنا | كالعُودِ منه بِذكْرِهِ رَطْبَه |
والسابق الأولينَ في كرمِ | لَمَّا جَرَى والكِرامُ في حَلْبَه |
والهازمُ الجيشَ والكتائبَ بالطعـ | ـنة ِ يوم الوغى وبالضربه |
والطاهرُ الذَّيْلِ والطَّوِيَّة ِ أَوْ | يكفي السعيدَ الحراكَ والنصبه |
مَنْ خُلْقُهُ كالنَّسِيمِ يَنْشُرُ إِنْ | هبَّ عليه من نشرهِ هبَّه |
وَمنْ إذا ذَكَرْتَ سُؤْدُدَه | يهزني عند ذكره طربه |
صلاحهُ استخدم الزمانَ لهُ | فصارَ يمشي قُدَّامَه حَجَبه |