منتديات مصر الحريه 25 يناير
منتديات مصر الحريه 25 يناير
منتديات مصر الحريه 25 يناير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مصر الحريه 25 يناير

اجتماعى ثقاقى-----------------------------------------ebrehim
 
الرئيسيةgoogleأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات مصر الحريه 25 يناير ترحب بكم وتتمنى لكم اوقاتا سعيده

 

 العلاقات السياسية في العالم الإسلامي أيام خلفاء صلاح الدين:

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
br2262




عدد المساهمات : 107
تاريخ التسجيل : 24/11/2010

العلاقات السياسية في العالم الإسلامي أيام خلفاء صلاح الدين: Empty
مُساهمةموضوع: العلاقات السياسية في العالم الإسلامي أيام خلفاء صلاح الدين:   العلاقات السياسية في العالم الإسلامي أيام خلفاء صلاح الدين: Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 24, 2010 10:49 pm

العلاقات السياسية في العالم الإسلامي أيام خلفاء صلاح الدين:

بعد رحيل صلاح الدين عن الحياة (عام 589هـ) بقي الأيوبيون فرسانَ الحلْبة وأقوى سلطة في العالم الإسلامي، وإن ظلت الفُرقة والتشرذم والتقاتل الداخلي أشياء مألوفة في البيت الأيوبي منذ رحيل السلطان العظيم صلاح الدين إلى أن زال ملك الأيوبيين بعد تولي المماليك السلطنة في مصر والشام وكسرهم التتار سنة 658هـ.

كان أكبر خطأ وقع فيه الأيوبيون، هو تفتيت دولة صلاح الدين بين أفراد أسرته، فتولى أخوه العادل العراق وديار بكر، وجاءت مصر في نصيب العزيز بن صلاح الدين، والقدس ودمشق للأفضل بن صلاح الدين، وتملك الظاهرُ بن صلاح الدين حلب. وبقيت حمص وحماة وبعلبك واليمن لأبناء عمومة السلطان الراحل.

وتكرر نفس الخطأ عقب وفاة العادل سنة 615هـ، فقد تقاسم أولاده مملكته (التي وسّعها على حساب بقية سلاطين بني أيوب)، فدمشق (وتتبعها القدس) للمعظم عيسى، ومصر للكامل، وميافارقين وما يتبعها لنجم الدين، والأشرف له العراق.

كان هذا الوضع ـ في كل الأحوال ـ كفيلا بأن يحاول كل سلطان من هؤلاء الوثوب للاستيلاء على دولة الآخر، وتوسيعِ مملكته على حسابه. وانتقالُ القدس من سلطان إلى آخر من الأيوبيين نموذج على هذا التنافس، فبعد صلاح الدين تولى عليها ابنه الأفضل، ثم انتزعها منه عمه العادل، وورثها عنه ابنه المعظم، وبوفاة المعظم سنة 624هـ تولى أمر القدس ابنه الناصر داود، لكنها لم تدم في يده طويلا؛ إذ انتزعها منه سريعا عمه الكامل سلطان مصر.

أما الخليفة العباسي، فلم تكن سلطاته تتجاوز بغداد ومساحات أخرى حولها، حتى عجز عن قيادة حركة التحرير ضد الغزوين الشرسين الصليبي والمغولي، وهو ما تولاه مجاهدون عظماء من الزنكيين والأيوبيين والمماليك.

وكل ما بقي للخلافة هي قيمة معنوية في العالم الإسلامي، إذ كان السلاطين والملوك المسلمون يستمدون شرعيتهم من هذه الخلافة، فعل هذا صلاح الدين نفسه وأخوه العادل ، ومَن بعدهما من بني أيوب.

كانت هناك قوة سياسية أخرى في العالم الإسلامي، وهم السلاجقة الذين كان لهم سلطان واسع في القرن الخامس الهجري، لكنهم كانوا أثناء القرن السادس في مرحلة الأفول، فقد سيطر الزنكيون على أملاكهم في الشام سنة 511هـ، وأزال الخوارزميون ملكهم من العراق سنة 590هـ، وبقيت لهم أرضهم في آسيا الصغرى إلى ما بعد الأيوبيين.

خلفاء صلاح الدين والقدس

أدت اتفاقية الرملة بين صلاح الدين وريتشارد قلب الأسد عام 588 هـ ـ إلى حالة من الاستقرار النسبي في القدس وفي عموم المنطقة، إلا أن هذه الحال لم تطل فيما بعد بسبب النزاع بين خلفاء صلاح الدين، الذي قُسمت مملكته عقب وفاته بين أبنائه وإخوته وصارت القدس تحت ولاية ابنه الأكبر الأفضل نور الدين عليّ حاكم دمشق، ثم خرج العزيز ابن صلاح الدين على أخيه الأفضل، وتنازعا حول دمشق، فأصلح عمهما العادل بينهما، على أن تدخل القدس تحت أملاك العزيز حاكم مصر، ثم تعاون العادل وابن أخيه العزيز في الاستيلاء على دمشق، وآلت مصر ودمشق وفلسطين وأكثر مملكة صلاح الدين إلى العادل بعد وفاة العزيز سنة 595 هـ، وجعل العادل ولاية القدس إلى ابنه المعظم، وفي ولايته سنة ستمائة وسبع حاول الصليبيون غزو القدس، لكنهم طلبوا الصلح حين رأوا ثبات المسلمين وصبرهم.

لقد ترك صلاح الدين في نفوس الصليبيين ميراثا كبيرا من البغض للمسلمين؛ لأن آمالهم في البقاء بالقدس وغيرها من أرض الإسلام قد أصبحت أحلاما ضائعة أمام ثبات صلاح الدين وجهاده، الذي تواصل حتى لقي الله تعالى، لذلك لم يكن خلفاء صلاح الدين يلتقطون أنفاسهم من قتال الفرنجة الصليبيين في موقعة حتى تُشَنّ عليهم حرب صليبية من ناحية أخرى، فبعدما عُقد الصلح في الشام سنة ستمائة وسبع، أقبل الصليبيون بجحافلهم إلى مصر في سنة ستمائة وتسع، فاجتمع لهم الملك العادل، وابناه الفائز والمعظم والي القدس واشتدوا وأعدوا قواتهم، فبلغ العادلَ أن أحد الأمراء التابعين له ثار في الشام وحاول الاستيلاء على دمشق والقدس وغيرهما، فسارع العادل لكي يَسُدَّ الخلل، ويعالج الأمور قبل أن تخرج عن سيطرته، وأرسل ابنه المعظم ليقضي على الفتنة، فسارع بقواته نحو القدس حتى سبق إليها، وحاول أن يرد الثائر إلى الطاعة بالملاطفة والحكمة، لكنه رفض الاستجابة، فمال عليه المعظم بقواته حتى شرده وقبض عليه، واستولى على ما تحت يده من المال والثروة.

وبوفاة العادل أخي صلاح الدين، مات الأمراء الأقوياء من بني أيوب، وأصبح الأبناء أكثر استعدادًا للتقاتل فيما بينهم من أجل النفوذ والسلطان، واشتدت الهجمات الصليبية على مصر لإبطال وإضعاف قدرة المسلمين فيها على حماية الشام والقدس، حتى أيقن الكامل بن العادل أن هجمات الفرنجة على ممتلكاته في مصر لن تنقطع إلا بتسليمهم القدس التي انتزعها من الناصر ابن أخيه المعظم، فعقد معهم صلحا على ذلك، وبات المسلمون في حزن عام لا يصدقون ما حدث، حتى عادت المدينة المقدسة في سلطنة الملك الصالح نجم الدين أيوب إلى رحاب المسلمين، بعد أن حررها السلطان الناصر داود تحريرا مؤقتا.

العادل وبيت المقدس:

أعظم السلاطين الأيوبيين بعد صلاح الدين هو أخوه الملك العادل أبو بكر، الذي اكتسب خبرة كبيرة في الحرب والإدارة؛ نتيجة لاشتراكه مع أخيه صلاح الدين في معاركه ومفاوضاته وإدارته لأقاليم الدولة، واشتَهر بالكفاية والدهاء والدراية بشؤون الحكم.

كان العادل بمنزلة النائب لأخيه صلاح الدين، حتى ناب عنه في مصر عند رحيل السلطان إلى بلاد الشام لجمع الشمل المسلم وحرب الصليبيين هناك. وفي جولة تحرير القدس أرسل صلاح الدين إلى أخيه العادل في مصر، فأقبل عليه في قواته، وشاركه في تحريرها، كما شاركه في جولات أخرى كثيرة.

وبعد وفاة صلاح الدين سنة 589هـ كانت العراق وديار بكر هي نصيب العادل من تركة أخيه الراحل. وتولى أبناء صلاح الدين: العزيزُ على مصر، والأفضلُ على دمشق وبيت المقدس، والظاهرُ على حلب.

ولم يطل الأجل بالسلطان الشاب العزيز عماد الدين؛ إذ سقط عن فرسه وهو في رحلة صيد فمات سنة 595هـ، ولم يكن له من الولد من يصلح للسلطنة، فضم العادل مصر إلى مملكته، وكان قد أخذ من الأفضل ما تحت يده سنة 591هـ، وأبقى له ناحية صغيرة على شاطئ الفرات تُسمَّى سُمَيساط..

وهكذا اتسع سلطان العادل، حتى صار الوريثَ الأكبر لمملكة أخيه صلاح الدين، فحكم الحجاز ومصر والشام واليمن وديار بكر وأرمينية..

ولكي يضمن العادل وحدة مملكته وضع أبناءه نوابا عنه على بعض أنحائها، فكانت دمشق والقدس تحت ولاية ابنه المعظم، ومصر مع ابنه الكامل، وأعطى ابنَه أيوب ميافارقين..

وقد مكث العادل أيام حكمه في جهاد متواصل وحروب مريرة مع الصليبيين، لا توقفها إلا معاهدات مؤقتة، ربما تنازل لهم فيها عن مال أو أرض، وربما انتصر عليهم، وقد ينتصرون هم.. لكنه أضاع الكثيرَ من جهده في سبيل الاستيلاء على المزيد من تركة أخيه الراحل.

وتوفي العادل سنة ستمائة وست عشرة حزنا وكمدًا لاستيلاء القوات الصليبية على برج السلسلة الواقع في جزيرة شمال النيل عند التقائه بالبحر المالح، وكان البرج "كالقفل على ديار مصر.. وحين وصل الخبر إلى الملك العادل، وهو بمرج الصُّـفّر، تأوه لذلك تأوها شديدا - أي تألم وتوجع - ودق بيده على صدره أسفا وحزنا على المسلمين وبلادهم ومرض من ساعته مرض الموت".

المعظم عيسى وبيت المقدس:

وصف المؤرخون الملك المعظم عيسى بن العادل بأنه "جُمع له بين الشجاعة والبراعة والعلم"، وإن كانت له هفوات وأخطاء قاتلة، وقد كان للمعظم نصيب في ولاية القدس والدفاع عنها، فوُلّيَ دمشق والقدس في حياة أبيه، ثم انفرد بهما سنة 615 هـ حتى توفي سنة ستمائة وأربع وعشرين.

لم يكن الصليبيون يَمَلُّون من محاولاتهم استعادة القدس منذ خرجت من أيديهم، بل واصلوا الحرب تلو الحرب أملاً في استردادها، وفى سنة ستمائة وسبع كانت لهم محاولة إلى ذلك، فتحركوا بقواتهم ناحية القدس، وارتكبوا بعض المفاسد، فخرج إليهم المعظم عيسى بجنوده، وقام أهل العلم يحضون الناس على الجهاد في سبيل الله، وكان بدمشق حينئذ عالم كبير وواعظ جليل هو سبط ابن الجوزي، يجلس ويلتف الناس حوله بالآلاف، فقام في ربيع الأول من هذا العام وخطب في الناس، وحضهم على الجهاد في سبيل الله، وأخرج لهم شَعرًا لأناس تابوا بين يديه، وصنعوا منها ما يفيد في عون المجاهدين، فلما رآها الناسُ في مجلس الوعظ بكوا بكاء شديدًا، وقطعوا من شعورهم مثلها، وخرج العالِم من دمشق راكبا فرسه "والناس من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، فخرج من باب الفرج، وبات بالمصلى، ثم ركب من الغد في الناس.. ومعه خلائق كثيرون، خرجوا بنية الجهاد إلى بلاد القدس...".

وحين وصل الركب إلى نابلس تلقاهم المعظم عيسى، فلما رأى ما صُنع من شعور التائبين، "جعل يقبِّلها ويمرِّغها على عينيه ووجهه ويبكى"، والتقى سبط ابن الجوزي بجمهوره في نابلس ووعظهم، وحضهم على الجهاد في سبيل الله، ثم خرجوا في جيش المعظم نحو الفرنجة، فقتلوا منهم كثيرًا، وخربوا أماكن لكي لا يستفيد منها الصليبيون في الهجوم على المسلمين، وغنم المسلمون وعادوا سالمين، وحصن المعظم جبل الطور بالقدس ليكون مجالاً لإرباك الصليبيين.

ورأى الفرنجة الصليبيون أن المسالمة في هذه الحال أفضل لهم، فراسلوا الملك العادل والد المعظم، وصالحوه على هدنة بين الطرفين، فوافقهم على ذلك.

وفى سنة ستمائة وأربع عشرة انقضت المهلة، فعاد الصليبيون إلى الإفساد في الأرض، فنهبوا ما كان في بيسان من الغلات والدواب، وقتلوا وسبوا كثيرا من المسلمين، وانتشروا بين بيسان وبانياس يقطعون الطريق ويقتلون ويأسرون، فتحرك الملك المعظم بقواته حتى نزل بين القدس ونابلس "خوفًا على القدس منهم، فإنه هو الأهم الأكبر" فرجعوا دون مرادهم من القدس.

وفي السنة التالية قاتل المعظم الصليبيين عند القيمون، فغلبهم، "وقتل منهم خلقا، وأسر من الداوية - وهي قوات خاصة - مائة، فأدخلهم إلى القدس منكَّسةً أعلامهم".

لكن المعظم أخطأ خطئًا كبيرا حين هدم سور القدس، وذلك في المحرم من سنة 616هـ، فصعَّب على المسلمين فيما بعد مهمة حماية المدينة وحراستها من العدو المتربص، وهرب المقدسيون من المدينة مخافة أن يفاجئهم الصليبيون، "وتركوا أموالهم وأثاثهم، وتمزقوا في البلاد كل ممزق".

الكامل الأيوبي والقدس

أصبحت تركة العادل وميراثه ثقيلا على من بعده، سواء في مصر أم الشام، فتحمل ابنه الكامل أثقل المسئوليات؛ إذ كانت ولايته على مصر، وصار لزامًا عليه أن يواجه الحملة الصليبية القوية، والتي تقدمت سنة ستمائة وخمس عشرة (في أواخر حياة أبيه) حتى استولت على دمياط، وقتلوا العباد وخربوا البلاد.

هنالك استنجد الكامل بالمسلمين وأمرائهم ليدركوا المسلمين قبل أن يملك الفرنجة مصر، ويتحكموا منها في مصير المنطقة، فأقبلت العساكر الإسلامية إليه من كل مكان، وكان أولَ من قدم عليه أخوه الأشرف، ثم المعظم. وهاجمت قوات المسلمين الفرنجة في السنة التالية، بعد أن كمل استعدادها، فهُزم الصليبيون، وقُتل منهم عشرة آلاف، وأخذ المسلمون منهم خيلا وأموالا كثيرة، دون أن يحرروا دمياط.

كل هذا والقدس هدف أعز منالا على السهام الصليبية، لكنها بقيت متنقلة بين أيادي بني أيوب كما كان حالها معهم دائما، فبعد صلاح الدين تولى عليها ابنه الأفضل، ثم أخذها منه عمه العادل، وورثها عنه ابنه المعظم، وبوفاة المعظم سنة 624هـ تولى أمر القدس ابنه الناصر داود، لكنها لم تدم في يده طويلا؛ إذ انتزعها منه سريعا عمه الكامل سلطان مصر.

كان الكامل يقاتل الصليبيين وهو يعلم أنهم قصدوا مصر لكسر شوكتها والاستيلاء عليها، ليسهُل لهم الاستيلاء على بيت المقدس، فحرص على ألا يعطيهم الفرصة لتحقيق هذا الهدف الكبير. لكنه حين أحس بضعف التحالف الذي بينه وبين إخوته، ووقعت وحشة بينه وبين أخيه الأشرف، عرض على الصليبيين المعسكِرين في دمياط أن يأخذوا بيت المقدس وكل ما أخذه صلاح الدين منهم، مقابل أن يتركوا دمياط ويرحلوا عنها، لكن الصليبيين ظنوا أن الكامل لن يدعهم مادامت في مصر قوة، فلم يقبلوا ما عرضه عليهم.

وجاء القدر الإلهي بنجدة المسلمين، حيث ضاقت الأقوات على الصليبيين في دمياط، وجاءهم الطعام من البحر فاستولى عليه أسطول المسلمين، وفتح بعض المسلمين عليهم سدًا على النيل عند دمياط، حتى غرقت المدينة، وصار الصليبيون فيها محصورين من الجهات الأربع، وشدد المسلمون الحصار عليهم، حتى اضطر الصليبيون إلى طلب الصلح مع الجلاء، فوافقهم الكامل ولم يعطهم من الأرض شيئًا.

وفى سنة خمس وعشرين وستمائة جدد الصليبيون دماءهم بقوات جديدة أقبلت من صقلية في الحملة السادسة، فاستولوا على صيدا وانتزعوها من يد المسلمين، وزحف الكامل بقواته من مصر إلى الشام حتى دخل بيت المقدس لحمايتها، وحين اطمأن إلى وجود أخيه الأشرف وقواته في الشام عهد إليه بحفظ بيت المقدس، وهمّ بالعودة إلى مصر، لكن الأشرف خشي على بيت المقدس من الفرنجة، فرجا أخاه أن يبقى إلى جواره لحماية المدينة المقدسة، فبقي الملكان هناك "يحوطان القدس من الفرنج".

وأتى العام التالي بمفاجأة غير سارة للمسلمين، إذ وقع الخلاف والتنازع بين أبناء البيت الأيوبي، والصليبيون على مقربة منهم، والكامل مقيم بنواحي بيت المقدس، ووجد الصليبيون فرصتهم الذهبية في النزاع البادي بين المسلمين، فدخلوا مع الكامل في مفاوضات أملوا فيها شروطهم برد القدس وما استعاده صلاح الدين منهم، وأُمضي الصلح على إعادة بيت المقدس إلى الصليبيين بمنتهى اليسر والسهولة، وهي التي استردها المسلمون بالأمس بدماء الشهداء، وبذلوا لأجلها أقصى ما يمكنهم بذله. لذلك كان وقع هذا الحادث مؤلما على المسلمين، وبقي نقطة سوداء في تاريخ السلطان الكامل الأيوبي.

تأثر المسلمين بتسليم القدس للصليبيين:

بقيت أمجاد تحرير الأيوبيين الأولِ للقدس سنة 583هـ أغنية ينشدها المسلمون، وأحبوا جهاد بني أيوب وحفْظهم للمدينة المباركة، ووضعوا القائد الكبير صلاح الدين موضع الاحترام الشديد..

لكن لم تمر اثنتان وأربعون سنة على تحرير صلاح الدين للقدس، أي في سنة ستمائة وست وعشرين، حتى جاء من البيت الأيوبي من يدخل في هدنة ومفاوضات يصالح فيها الصليبيين مقابل أن يتنازل لهم عن درة المدن وزهرتها الغالية (القدس) ما عدا الحرم القدسي، وهو السلطان الكامل ابن أخي صلاح الدين، وأراد من ذلك أن يتخلص من المنافسة مع الصليبيين، ليتفرغ لتوسيع ممتلكاته على حساب غيره من السلاطين الأيوبيين!!

ودخل الإمبراطور فرديرك الثاني قائدُ الحملةِ بيتَ المقدس في ربيع الآخر، في احتفال مهيب، وهو مملوء بالفخر لما حققه بغير قتال من نصر لم تستطع أوروبا أن تحققه بالحرب والقتال في أربع حملات صليبية جاوزت قواتها المليون من الجنود.

وما سمع المسلمون بالخبر، حتى صاروا في ذهول شديد، لا يصدقون ما جرى، وتألمت القلوب له تألما شديدًا، وبكى المسلمون في شوارع دمشق وبيوتها ومساجدها، وفى شتى بلاد المسلمين، حتى لم يمر على دمشق يوم بكت فيه كبكائها في هذا اليوم!!

"وبقي أهل بيت المقدس مع الفرنج في الدار، ونطق الناقوس، وصمت الأذان، وعد الناس ذلك وصمة في الدين، وتوجهت به اللائمة من الخلافة (والمسلمين) قاطبة على الكامل".

الناصر داود وتحرير مؤقت للقدس:

انتقل شرف الإمارة على القدس ودمشق عقب وفاة المعظم سنة 625هـ ـ إلى ابنه الناصر داود، ومن هنا صار لزامًا على الناصر الحفاظ على الدرة الثمينة (القدس) وصيانتها من التربص الصليبي بها، لكن المفاجأة جاءت في العام التالي لتولي داود السلطة (سنة 626هـ)، إذ استولى عمه الكامل على القدس، وعقد هدنة مع الصليبيين لمدة عشر سنوات، يمتنعون أثناءها عن الحرب، على أن يمنحهم القدس.

وكان ذلك الصلح من أجل أن يتفرغ الكامل لانتزاع دمشق من يد الناصر داود، وفى جولات متتابعة تنقلت دمشق من يد إلى يد، وامتد سلطان الناصر داود وانحسر، حتى أصبح أميرًا على حصن الكرك إلى الشرق من البحر الميت، وكان له دور كبير في وضع نجم الدين أيوب في السلطنة على مصر، بعد أن رأى ألوان الذل والسجن. ولنجم الدين هذا فضل في التحرير الأيوبي الثالث لبيت المقدس.

لقد كان التحرير الأيوبي الأول للمدينة المقدسة على يد الناصر صلاح الدين، والثاني على يد الناصر داود، حيث قرر داود في سنة 637هـ التفرغ لتحرير القدس من يد الصليبيين الذين عاش مسلمو القدس بينهم في ذلة..

كان الناصر داود يؤمن جيدًا بأن أي نداء للجماهير المسلمة لتحرير القدس سيلاقي استجابة سريعة، فجمع جمعا عظيما من المسلمين، وقسمهم فرقا لكل فرقة راية، ووزعهم على جوانب المدينة، واتفق على أن تكون إشارة البدء التي يكون عندها الهجوم على الصليبيين هو التكبير..

سارت القوات المسلمة ليلاً، وأخذوا أهبتهم واستعدادهم الكامل، وأشعلوا النيران، ورفعوا الرايات، والصليبيون في القدس يحتفلون بعيدهم، قد انشغلوا بشرب الخمر واللهو واللعب...

وهنا ارتفع صوت التكبير، فتردد بين المشرق والمغرب، وسمع الصليبيون في القدس الصوت يأتي من كل مكان كالرعد، فملكهم الخوف والجزع، ودخل المسلمون المدينة وقتلوا الكثير من الصليبيين وبينهم ملكهم.

وأعاد الناصر ما كان قد أقره الناصر صلاح الدين أخو جده من احترام الأماكن الطاهرة وصيانتها، وكتب داود بالبشرى إلى المسلمين في كل مكان، وعاد الشاعر يقارن بين الناصر داود والناصر صلاح الدين ويقول:

المسجد الأقصى له عادة

سارت فصارت مثلاً سائرًا

إذا عاد بالكفر مستوطنًا

أن يبعث الله له ناصرًا

فناصر طهره أولاً

وناصر طهره آخرًا!!

ولأن القدس كانت حينئذ مدينة بلا أسوار، يصعب الدفاع عنها إلا بقوات ضخمة، والبيتَ الأيوبي ضعيف لا تجتمع لسلاطينه كلمة، بل تحالف بعضهم مع الصليبيين ـ لهذا كله فقد انسحب الناصر داود من القدس نحو الكرك، فدخلها الصليبيون من جديد.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العلاقات السياسية في العالم الإسلامي أيام خلفاء صلاح الدين:
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» آخر أيام صلاح الدين في القدس:
» أيام عمر في بيت المقدس:
» اغرب نهر في العالم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مصر الحريه 25 يناير :: ركن تاريخ الدول والقارات-
انتقل الى: